الاثنين، 16 أغسطس 2010

تابع أيام ابتدائى

أيام ابراهيم كعبورة ...وعلاء زلطة ...وسحر السرسوعة

الموقف الثانى .." حبيب هارتى ...ابراهيم باشا كعبورة "

فى ايام ابتدائى ..تقدر تقول ان العيال بتكون على فطرتها الى حد كبير ..يعنى مثلا لو عيل غلبان وطيب بيبان عليه ..ولو عيل نكدى وبتاع مشاكل بيبان عليه ...ولو عيل طماع بيبان عليه ..ولو مفترى برضه بيبان عليه .

لأن لسه بتكون قدرة الاطفال على اخفاء الذات الحقيقية مش موجودة بشكل كامل وممكن تكون مش موجودة اساسا .

.ولما يكون فى فصلك وانت لسه عيل ..عيل مفترى...فطرته انه مفترى بمعنى مفترى... .أعتقد انه من الصعب انك تنساه ..خاصة لو كان هذا العيل يحمل صفات مثل التى كان يحملها أحد هؤلاء العيال فى فصلى الجديد الذى انتقلت اليه.. انه وبلا مقدمات ..ابراهيم كعبورة

كنت سمعت عن هذا ..الكعبورة ..وانا لسه فى فصلى ..اسمع حاجات زى ايه بقه؟...

تلاقى عيل مثلا من فصلنا واحنا قاعدين بين حصتين يقولك ايه .." امبارح واحنا مروحين الواد سوكة خبط فى ابراهيم كعبورة وهو بيجرى ..راح ابراهيم كعبورة رامى الشنطة وجابه من رقبته على الارض وفضل يدك فيه لحد لما وش الواد سوكة ورم وبقه منفوخ زى البالونة وغاب النهاردة مكسوف ييجى المدرسة بمنظره المنفوخ"

عيل تانى مثلا يقولك .." النهاردة الصبح واحنا جايين المدرسة ..الواد ميزو اللى فى اولى اعدادى قال لابراهيم كعبورة ...وسع يا مفلطح ..انت قافل الطريق ..وميزو كان راكب الحمار ..راح ابراهيم ساحب رجل ميزو من على الحمار وفضل يضرب فيه لحد لما بطبطه والناس خلصت ميزو بالعافية من ايدين كعبورة "

" يابسم الله ماشاء الله سحب رجل ميزو من على الحمار ..وفضل يضرب فيه لحد لما بطبطه..والناس خلصت ميزو بالعافية ...يانهار مش فايت ...."

كنت مش عايز اشوف كعبورة ده خالص ... لكن كنت باشوفه من بعيد لبعيد ....وأول لما العيال يخلصوا حكاياتهم عنه ..اعمل نفسى عادى يعنى ..ارتب كراساتى ..انفض فى كتبى ..واحاول انسى اللى سمعته . . لكن عمرى مافكرت اقرب منه لابطيب ولا ردى ..وليه أقرب منه وانضم لقائمة ..سوكة وميزو وغيره وغيره ..ده شكله مابيرحمشى ياعم

فى المرحلة دى ..كان كعبورة بالنسبة لى اساطير تروى ..

لحد لما اتنقلت الفصل التانى ..

أول يوم دخلت فيه الفصل الجديد ..كنت عشمان انى اقعد فى نفس مكانى زى فصلى القديم ..الصف اللى فى الوسط ..أول تختة ..على طرف التختة يمين ..لكن لقيت التختة فيها 3 ..طب وبعدين ..مش باعرف انا اقعد اللى فى المكان ده ...رحت داخل على الأبلة الجديدة بتاعة الفصل ..كان شكلها هادى جدا وهى قاعدة بتصحح الكراسات ..وكانت لابسة نضارة تحسسك كده بالوقار..ولاحظت ان مش فى عصاية على الترابيزة قدامها ..وبشويش وبأدب قلتلها ....لو سمحتى ياأبلة ..عايز اقعد هنا ..فى التختة دى ....وشاورت على التختة ..راحت الأبلة خالعة النضارة بهدوء وهى بتبتسم بأدب وسألتنى انت هيثم ؟

ياحلولى دى طلعت تعرفنى ...رحت انا متفشخر وقايلها اه.. انا هيثم عبدربه ...ابن الأستاذ عبدربه .

باعرفها انى ابقى ابن الأستاذ عبدربه ..قلت فى بالى ....زميلها وهتعمله خاطر وكلها ثوانى وهترمى واحد من العيال دول فى اى تختة وتقعدنى ..ده انا ابويا الاستاذ عبدربه ..

راحت سألانى بهدوء تانى..وانت عايز تقعد فى التختة دى ؟.....وشاورت على نفس التختة اللى انا شاورت عليها ..قلت......اه عايز اقعد هنا

وفجأة اختفت كل معالم الهدوء والوداعة والابتسامة وخرج من داخل الأبلة مخلوق اخر وانفجرت فى وشى ..عايز تقعد على مزاجك ياننوس عين ماما ..امشى ياله انجر من قدامى على التختة الأخيرة اللى هناك دى ..شايفها ؟

الله ..الأبلة اللى كانت هنا راحت فين ...ده انا هيثم ..ابن الأستاذ عبدربه

وراحت الأبلة واقفة ولقفتنى من ايدى وهاتك ياجرجرة على التختة الاخيرة ..وابعت..راحت هامدنى فى اخر تحتة ...

..جيت جنب مين يامعلم ؟ جنب صاحب الأساطير المؤسطرة ..والكرامات المكرمة ..والبركات المكبرة ...الكبير أوى ابراهيم باشا كعبورة ...حبيب هارتى ...

وللحديث بقية


السبت، 14 أغسطس 2010

متابعة ..لأيام ابتدائى

أيام ابراهيم كعبورة ..وعلاء زلطة ..وسحر السرسوعة

فى المرة اللى أنا باحكى عنها ..نسيت الأبلة انها تزحلق سحر...وكان تقريبا نص الفصل مش عامل الواجب ..وشفت الشياطين بتجرى ورا بعضها فى وش الأبلة ..وحسيت ان قنبلة هتنفجر فينا ..رحت أنا عامل فيها حمامة سلام وسحبت نفسى لحد الأبلة ..وقلتلها بصوت واطى

- خلى بالك ياأبلة..سحر قاعدة

وعينك ماتشوف النور يامعلم ..الأبلة اتحولت لكائن خرافى

- بت ياسحر امشى إنجرى بره ..انتى عايزة تعملى حمام

وخد عندك .. لقفتنى من لياقة القميص

- اسم الله عليك يامحامى الفقراء ...انت خايف على سحورة السرسوعة...طب ودينى لتاخد كل اللى الفصل كان هياخده ..

وعينك ماتشوف الا النور ..

بعدها كرهت العربى ومدرسين العربى ونزلت 8 درجات فى ثانوية عامة فى العربى ..

ونقلت بعد كده الفصل التانى بعد ماحكيت اللى حصل لأبويا ...وكان مدرس عربى فى نفس المدرسة ...
ونكمل بعدين

أيام ابتدائى ....
أيام ابراهيم كعبورة ..وعلاء زلطة...وسحر السرسوعة
طبعا أنا ذاكرتى مش ذاكرة حوت عشان أقول انى فاكر أيام ابتدائى بالتفصيل ..ده مستحيل ..على الأقل بالنسبة لى أنا ..يمكن يكون فى ناس عندها القدرة دى لكن أنا للأسف ..لا..
لكن تقدر تقول ان من سنة رابعة ابتدائى وخامسة فاكر مواقف مش قليلة ومش كتيرة فى نفس الوقت ..أما بخصوص بقه سنة أولى وتانية وتالتة فالذاكرة تكاد تكون اتمسحت باستثناء موقفين ..تلاتة.. ومش اقدر احدد كانوا فى سنة كام ..بس اللى أنا متأكد منه انهم كانوا بعيد عن سنة رابعة وخامسة وهاوضح كمان شوية أنا متأكد ليه .
الموقف الاول ......."أبلة العربى ...بعيد عن السامعين"
كنا فى الفصل وكانت مدرسة العربى عصبية جدا ..وكنت انا قاعد فى الصف اللى فى الوسط، أول تختة ...يعنى خبط لزق فى وش الأبلة ..فى الصف اللى على يمينى بنات ..فى التختة الأولى كانت قاعدة بنت كنت باحس انها قاعدة معانا ومش قاعدة معانا ..مرة ألاقيها مركزة فى السقف ..مرة مركزة فى زرار فى مريلتها ..مرة مركزة فى جزمة حد..وكانت بتخاف من الصوت العالى جدا ..اللى عرفنى بقه حكاية خوفها من الأصوات العالية ..لما مدرسة العربى العصبية اياها صرخت فى وش بنت عشان نسيت الكراسة ..لقيت البنت اللى على يمينى بتاعة الزراير والجزم دى مفزوعة وبتصرخ بصوت مسرسع وفجأة ..ايه ياجدعان ؟...البت أغمى عليها ..الفصل اتقلب والأبلة وشها قلب الوان الطيف والمدير والناظر وحدوتة ...وعرفنا من يومها ان سحر دى اللى اغمى عليها بتخاف من الصوت العالى او أى توتر فى الفصل
...أرجع بقه للموقف اللى يخصنى ..
وده كان بعد فترة من موضوع حادثة سحر وكانت مدرسة العربى كل لما تيجى تضربنا لأى سبب أو تحس انها هتتعصب خلاص ..تروح مزحلقة سحر ...
-روحى ياسحر هاتى طباشير من مكتب الناظر
- روحى ياسحر اغسلى وشك شكلك تعبانة
وبعد ماتطلع سحر ..تدينا يامعلم ..
وللحديث بقية

الجمعة، 13 أغسطس 2010

دى مش مقدمة ....دول كلمتين فتح باب
أحيانا الواحد بيحس انه مخنوق ..مخنوق مخنوق يعنى ..مش مجرد تعكير مزاج . يعنى تكون حاسس كده ان روحك عايزة تطلع ..أو قلبك بيشاور روحه يقف بقه ويفضها سيرة...
والأسباب ياحبيب عينى كتيرة ..
خد عندك مثلا ..تصحى الصبح بدرى ..بدرى بدرى يعنى قول خمسة أو خمسة ونص الصبح عشان نفسك مرة واحدة تاخد حمام طويل وتبلبطلك تحت المية قول نص ساعة ..ساعة الاربع كده ..وبعد ماتخلع يامعلم وانت راسم على نص ساعة ..ساعة الاربع بلبطة تلقى المية قاطعة والحنفية قاطعة النفس .......ويوماتى على كده ..تخيل بقه مدى تراكم الاحباطات اليومية المعتادة من أجل بلبوطاية واحدة ..ممكن تحصل كل شهرين تلاتة مرة ..واللى يفقع مرارتك بقة وممكن يفقع معاها البنكرياس ..ان اسفلت الشارع لسة متكسر ..ليه بقه؟ أصلهم كانوا بيحطوا مواسير جديدة للمية أوسع من القديمة ......
مثلا ..ابنك اللى من يوم ماوعى على الدنيا وكل ماتسأله ...نفسك تبقى ايه ياحمادة ..يقولك مهندس يابابا ..ولما ظهرت نتيجة الثانوية العامة لقيته جايب 56%
وخد دى ...وانت رايح الشغل فى الكنبة الاخرانية فى ميكروباص مات قبل كده خمس ست مرات ..محشور بين 3 جتت
مريحين على سيادتك وانت لازق فى الشباك ومدلدل راسك بره من الروايح اللى معبقة فى الميكروباص ..فى اشارة بقه تيجى وقفة الميكروباص جنب عربية جيب فور باى فور راكباها موزة جامدة قول كده 18 - 19 سنة شعرها بيهفهف من التكييف وبتتكلم فى سماعات الموبايل ومضايقة من الزحمة على الصبح وزعلانة ومقهورة عشان اتاخرت ربع ساعة على الأيروبكس بتاع كابتن ميمى ..
واستلم دى ..وانت راجع من الفرن واثار المعركة لسه معلمة على كل حتة فيك ..تقف لحظة بس تعدى الشارع تلقى واحد محترم طول بعرض واقف جنبك برضه عشان يعدى الشارع ومعاه واحد صاحبه برضه طول بعرض وكل واحد ساحب كلب غريب كده زى اللى كان مع صالح سليم فى فيلم الشموع السوداء وتسمع اخينا اللى جنبك يقول للتانى ..تخيل يارمزى بقت مشكلة الاكل بتاع "زيكا " مشكلة يومية ...يرد صاحبه عليه ...نفس الموضوع والله ياعادل بيحصل مع " شهبور " رافض كل انواع اللحوم البلدى ..عشان كده قررت اجرب المستورد..
ولما الطريق يسمح بالمرور تسمع كل واحد فيهم وهو بيسحب الكلب اللى معاه ..يالا يازيكا ...يالا ياشهبور.
ومثلا ..تروح السنترال تطلب تحويل تليفونك الأرضى استقبال بس ..وتخلص الاجراءات ويقولك الموظف ..خلاص ياباشا كله تمام ..ولما تروح وبعد يومين تلاتة تتأكد ان التليفون خلاص بقه استقبال بس ..تاخد نفس عميق وتقول ..هم وانزاح ..أمال فاتورة ايه دى الب150 جنيه وانا مش بكلم حد ..اهه بقه استقبال بس وبلاه التليفون.. اللى عايزنى يكلمنى بقه ..ولما تروح تدفع الفاتورة الجديدة بعد ماالتليفون بقه استقبال بس ..تلاقى الفاتورة 165جنيه ولسه هتفتح بقك ..تلاقى نفس الموظف اللى خلصلك الاجراءات اياها يقولك ..ادفع الاول بعدين يبقى اشتكى .
وبما انى أخوكم فى الله والوطن فأنا بالطبع أخوكم فى الخنقة ويمكن باتخنق فى اليوم الواحد يجى ميت خنقة .. وفى ناس زيى كتيييير.... يعنى الطبيعى اننا اصلا ميتين بس عايشين ..لكنى قررت اعمل حاجة مختلفة ..هى مش عبقرية معملية فذة ولانظرية جديدة ...هى حاجة بسيطة جدا ...
انا قررت أعيش أيامى الحلوة تانى ......!
ازاى ..؟
فى حياة كل بنى ادم أيام بيعتبرها أيام حلوة ..مش شرط انه يكون مثلا طلع فى الايام دى رحلة لأوروبا او كان بيكسب في الأيام دى فلوس كتير ..أو أيام لما نجح فى ثانوية عامة مثلا ..أو أيام لما اشترى عربية جديدة ..مش شرط .
أنا فى رأيى ان الأيام الحلوة دى احساس.. بمعنى ان ممكن الواحد يكون عاش ايام عادية جدا لكن لما مشيت الأيام دى وفكر فيها بعدين يحس ان الأيام دى أيام حلوة على الرغم انه ممكن تكون الايام دى كانت فيها حاجات مؤلمة ..أنا مش طبيب نفسى عشان أقدر افسر كلامى.. بس ده احساسى وانا باحس كده واكتشفت ان ناس كتير بتحس كده ..يعنى مثلا والدى دايما بيحكى عن طفولته وأد ايه كانت صعبة ..كان بيروح المدرسة راكب حمار لمسافة تيجلها 15 -16 كيلو فى عز برد الشتا وحر الصيف ..وكان بيذاكر على لمبة جاز ..وكانت الجزمة الواحدة تكفيه سنة واتنين وتلاتة وتتخيط ميت مرة وتترقع ..واللبس كل عيد بس وممكن مش يكون فيه كمان ..وايام لما اشتغل كان شايل مسئولية عيلة من 10 أفراد بمرتب 18 جنيه ..واحيانا كان يقضوا نص الشهر ياكلوا رز بس من غيرأى اضافات أو زيادات...ورغم ده كله وبعد مايحكى ده كله يقول .." بس كانت أيام حلوة"
واحد صاحبى مثلا ايام الجامعة عشت معاه فترات عصيبة جدا ..امه كانت مريضة ومش بتقدر تعمل اى حاجة فى شغل البيت فأبوه قاله شوف بنت حلال واحنا نبيع حتة أرض ونجوزك وكان كل لما يحكى لواحدة على ظروفه - طبعا بعد مايظبط الدنيا - انه معجب بيها وباخلاقها وبمشيتها وطبعا البنت تبقى خلاص مستعدة ترمى نفسها فى احضانه واول مايوصلوا لنقطة الجد ويحكى على ظروف بيته وانه مضطر انه يعيش مع امه عشان ظروفها كانت الموزة تديله استمارة 6 مختومة وش وضهر..ومواقف كتير بقه مع واحدة من اداب وواحدة من تجارة ومرة حقوق وكل مرة تنتهى بماساة ان الانسة بترفض عشان الموضوع اياه ..ورغم ده لما بيحكى عن الايام دى بعد مايخلص يقول " بس برضه كانت ايام حلوة"
وأنا قررت انى أعيش أيامى الحلوة تانى..... قررت اكتبها ... واعيشها وانا باكتبها من تانى .....أيام من ابتدائى ..وأيام من اعدادى ..وثانوى ..وجامعة ..أيام مع اخواتى ..أيام مع صحابى ..أيام مع مراتى ...وأيام مع خطيبتى لما كانت لسه مش بقت مراتى ..وأيام فى القاهرة ..وأيام فى حلوان .وأيام فى الزقازيق ..وأيام فى الأقصر وأسوان ..وأيام فى بيت جدى ..وأيام مع جدتى ..وايام كتييير ........
بعيدا عن خنقات هذه الايام .....
هيثم - مساء الجمعة - 13 اغسطس 2010

الى كل المخنوقين....
أكتب
هيثم