تابع أيام ابتدائى
أيام ابراهيم كعبورة ...وعلاء زلطة ...وسحر السرسوعة
الموقف الثانى .." حبيب هارتى ...ابراهيم باشا كعبورة "
فى ايام ابتدائى ..تقدر تقول ان العيال بتكون على فطرتها الى حد كبير ..يعنى مثلا لو عيل غلبان وطيب بيبان عليه ..ولو عيل نكدى وبتاع مشاكل بيبان عليه ...ولو عيل طماع بيبان عليه ..ولو مفترى برضه بيبان عليه .
لأن لسه بتكون قدرة الاطفال على اخفاء الذات الحقيقية مش موجودة بشكل كامل وممكن تكون مش موجودة اساسا .
.ولما يكون فى فصلك وانت لسه عيل ..عيل مفترى...فطرته انه مفترى بمعنى مفترى... .أعتقد انه من الصعب انك تنساه ..خاصة لو كان هذا العيل يحمل صفات مثل التى كان يحملها أحد هؤلاء العيال فى فصلى الجديد الذى انتقلت اليه.. انه وبلا مقدمات ..ابراهيم كعبورة
كنت سمعت عن هذا ..الكعبورة ..وانا لسه فى فصلى ..اسمع حاجات زى ايه بقه؟...
تلاقى عيل مثلا من فصلنا واحنا قاعدين بين حصتين يقولك ايه .." امبارح واحنا مروحين الواد سوكة خبط فى ابراهيم كعبورة وهو بيجرى ..راح ابراهيم كعبورة رامى الشنطة وجابه من رقبته على الارض وفضل يدك فيه لحد لما وش الواد سوكة ورم وبقه منفوخ زى البالونة وغاب النهاردة مكسوف ييجى المدرسة بمنظره المنفوخ"
عيل تانى مثلا يقولك .." النهاردة الصبح واحنا جايين المدرسة ..الواد ميزو اللى فى اولى اعدادى قال لابراهيم كعبورة ...وسع يا مفلطح ..انت قافل الطريق ..وميزو كان راكب الحمار ..راح ابراهيم ساحب رجل ميزو من على الحمار وفضل يضرب فيه لحد لما بطبطه والناس خلصت ميزو بالعافية من ايدين كعبورة "
" يابسم الله ماشاء الله سحب رجل ميزو من على الحمار ..وفضل يضرب فيه لحد لما بطبطه..والناس خلصت ميزو بالعافية ...يانهار مش فايت ...."
كنت مش عايز اشوف كعبورة ده خالص ... لكن كنت باشوفه من بعيد لبعيد ....وأول لما العيال يخلصوا حكاياتهم عنه ..اعمل نفسى عادى يعنى ..ارتب كراساتى ..انفض فى كتبى ..واحاول انسى اللى سمعته . . لكن عمرى مافكرت اقرب منه لابطيب ولا ردى ..وليه أقرب منه وانضم لقائمة ..سوكة وميزو وغيره وغيره ..ده شكله مابيرحمشى ياعم
فى المرحلة دى ..كان كعبورة بالنسبة لى اساطير تروى ..
لحد لما اتنقلت الفصل التانى ..
أول يوم دخلت فيه الفصل الجديد ..كنت عشمان انى اقعد فى نفس مكانى زى فصلى القديم ..الصف اللى فى الوسط ..أول تختة ..على طرف التختة يمين ..لكن لقيت التختة فيها 3 ..طب وبعدين ..مش باعرف انا اقعد اللى فى المكان ده ...رحت داخل على الأبلة الجديدة بتاعة الفصل ..كان شكلها هادى جدا وهى قاعدة بتصحح الكراسات ..وكانت لابسة نضارة تحسسك كده بالوقار..ولاحظت ان مش فى عصاية على الترابيزة قدامها ..وبشويش وبأدب قلتلها ....لو سمحتى ياأبلة ..عايز اقعد هنا ..فى التختة دى ....وشاورت على التختة ..راحت الأبلة خالعة النضارة بهدوء وهى بتبتسم بأدب وسألتنى انت هيثم ؟
ياحلولى دى طلعت تعرفنى ...رحت انا متفشخر وقايلها اه.. انا هيثم عبدربه ...ابن الأستاذ عبدربه .
باعرفها انى ابقى ابن الأستاذ عبدربه ..قلت فى بالى ....زميلها وهتعمله خاطر وكلها ثوانى وهترمى واحد من العيال دول فى اى تختة وتقعدنى ..ده انا ابويا الاستاذ عبدربه ..
راحت سألانى بهدوء تانى..وانت عايز تقعد فى التختة دى ؟.....وشاورت على نفس التختة اللى انا شاورت عليها ..قلت......اه عايز اقعد هنا
وفجأة اختفت كل معالم الهدوء والوداعة والابتسامة وخرج من داخل الأبلة مخلوق اخر وانفجرت فى وشى ..عايز تقعد على مزاجك ياننوس عين ماما ..امشى ياله انجر من قدامى على التختة الأخيرة اللى هناك دى ..شايفها ؟
الله ..الأبلة اللى كانت هنا راحت فين ...ده انا هيثم ..ابن الأستاذ عبدربه
وراحت الأبلة واقفة ولقفتنى من ايدى وهاتك ياجرجرة على التختة الاخيرة ..وابعت..راحت هامدنى فى اخر تحتة ...
..جيت جنب مين يامعلم ؟ جنب صاحب الأساطير المؤسطرة ..والكرامات المكرمة ..والبركات المكبرة ...الكبير أوى ابراهيم باشا كعبورة ...حبيب هارتى ...
وللحديث بقية