دى مش مقدمة ....دول كلمتين فتح باب
أحيانا الواحد بيحس انه مخنوق ..مخنوق مخنوق يعنى ..مش مجرد تعكير مزاج . يعنى تكون حاسس كده ان روحك عايزة تطلع ..أو قلبك بيشاور روحه يقف بقه ويفضها سيرة...
والأسباب ياحبيب عينى كتيرة ..
خد عندك مثلا ..تصحى الصبح بدرى ..بدرى بدرى يعنى قول خمسة أو خمسة ونص الصبح عشان نفسك مرة واحدة تاخد حمام طويل وتبلبطلك تحت المية قول نص ساعة ..ساعة الاربع كده ..وبعد ماتخلع يامعلم وانت راسم على نص ساعة ..ساعة الاربع بلبطة تلقى المية قاطعة والحنفية قاطعة النفس .......ويوماتى على كده ..تخيل بقه مدى تراكم الاحباطات اليومية المعتادة من أجل بلبوطاية واحدة ..ممكن تحصل كل شهرين تلاتة مرة ..واللى يفقع مرارتك بقة وممكن يفقع معاها البنكرياس ..ان اسفلت الشارع لسة متكسر ..ليه بقه؟ أصلهم كانوا بيحطوا مواسير جديدة للمية أوسع من القديمة ......
مثلا ..ابنك اللى من يوم ماوعى على الدنيا وكل ماتسأله ...نفسك تبقى ايه ياحمادة ..يقولك مهندس يابابا ..ولما ظهرت نتيجة الثانوية العامة لقيته جايب 56%
وخد دى ...وانت رايح الشغل فى الكنبة الاخرانية فى ميكروباص مات قبل كده خمس ست مرات ..محشور بين 3 جتت
مريحين على سيادتك وانت لازق فى الشباك ومدلدل راسك بره من الروايح اللى معبقة فى الميكروباص ..فى اشارة بقه تيجى وقفة الميكروباص جنب عربية جيب فور باى فور راكباها موزة جامدة قول كده 18 - 19 سنة شعرها بيهفهف من التكييف وبتتكلم فى سماعات الموبايل ومضايقة من الزحمة على الصبح وزعلانة ومقهورة عشان اتاخرت ربع ساعة على الأيروبكس بتاع كابتن ميمى ..
واستلم دى ..وانت راجع من الفرن واثار المعركة لسه معلمة على كل حتة فيك ..تقف لحظة بس تعدى الشارع تلقى واحد محترم طول بعرض واقف جنبك برضه عشان يعدى الشارع ومعاه واحد صاحبه برضه طول بعرض وكل واحد ساحب كلب غريب كده زى اللى كان مع صالح سليم فى فيلم الشموع السوداء وتسمع اخينا اللى جنبك يقول للتانى ..تخيل يارمزى بقت مشكلة الاكل بتاع "زيكا " مشكلة يومية ...يرد صاحبه عليه ...نفس الموضوع والله ياعادل بيحصل مع " شهبور " رافض كل انواع اللحوم البلدى ..عشان كده قررت اجرب المستورد..
ولما الطريق يسمح بالمرور تسمع كل واحد فيهم وهو بيسحب الكلب اللى معاه ..يالا يازيكا ...يالا ياشهبور.
ومثلا ..تروح السنترال تطلب تحويل تليفونك الأرضى استقبال بس ..وتخلص الاجراءات ويقولك الموظف ..خلاص ياباشا كله تمام ..ولما تروح وبعد يومين تلاتة تتأكد ان التليفون خلاص بقه استقبال بس ..تاخد نفس عميق وتقول ..هم وانزاح ..أمال فاتورة ايه دى الب150 جنيه وانا مش بكلم حد ..اهه بقه استقبال بس وبلاه التليفون.. اللى عايزنى يكلمنى بقه ..ولما تروح تدفع الفاتورة الجديدة بعد ماالتليفون بقه استقبال بس ..تلاقى الفاتورة 165جنيه ولسه هتفتح بقك ..تلاقى نفس الموظف اللى خلصلك الاجراءات اياها يقولك ..ادفع الاول بعدين يبقى اشتكى .
وبما انى أخوكم فى الله والوطن فأنا بالطبع أخوكم فى الخنقة ويمكن باتخنق فى اليوم الواحد يجى ميت خنقة .. وفى ناس زيى كتيييير.... يعنى الطبيعى اننا اصلا ميتين بس عايشين ..لكنى قررت اعمل حاجة مختلفة ..هى مش عبقرية معملية فذة ولانظرية جديدة ...هى حاجة بسيطة جدا ...
انا قررت أعيش أيامى الحلوة تانى ......!
ازاى ..؟
فى حياة كل بنى ادم أيام بيعتبرها أيام حلوة ..مش شرط انه يكون مثلا طلع فى الايام دى رحلة لأوروبا او كان بيكسب في الأيام دى فلوس كتير ..أو أيام لما نجح فى ثانوية عامة مثلا ..أو أيام لما اشترى عربية جديدة ..مش شرط .
أنا فى رأيى ان الأيام الحلوة دى احساس.. بمعنى ان ممكن الواحد يكون عاش ايام عادية جدا لكن لما مشيت الأيام دى وفكر فيها بعدين يحس ان الأيام دى أيام حلوة على الرغم انه ممكن تكون الايام دى كانت فيها حاجات مؤلمة ..أنا مش طبيب نفسى عشان أقدر افسر كلامى.. بس ده احساسى وانا باحس كده واكتشفت ان ناس كتير بتحس كده ..يعنى مثلا والدى دايما بيحكى عن طفولته وأد ايه كانت صعبة ..كان بيروح المدرسة راكب حمار لمسافة تيجلها 15 -16 كيلو فى عز برد الشتا وحر الصيف ..وكان بيذاكر على لمبة جاز ..وكانت الجزمة الواحدة تكفيه سنة واتنين وتلاتة وتتخيط ميت مرة وتترقع ..واللبس كل عيد بس وممكن مش يكون فيه كمان ..وايام لما اشتغل كان شايل مسئولية عيلة من 10 أفراد بمرتب 18 جنيه ..واحيانا كان يقضوا نص الشهر ياكلوا رز بس من غيرأى اضافات أو زيادات...ورغم ده كله وبعد مايحكى ده كله يقول .." بس كانت أيام حلوة"
واحد صاحبى مثلا ايام الجامعة عشت معاه فترات عصيبة جدا ..امه كانت مريضة ومش بتقدر تعمل اى حاجة فى شغل البيت فأبوه قاله شوف بنت حلال واحنا نبيع حتة أرض ونجوزك وكان كل لما يحكى لواحدة على ظروفه - طبعا بعد مايظبط الدنيا - انه معجب بيها وباخلاقها وبمشيتها وطبعا البنت تبقى خلاص مستعدة ترمى نفسها فى احضانه واول مايوصلوا لنقطة الجد ويحكى على ظروف بيته وانه مضطر انه يعيش مع امه عشان ظروفها كانت الموزة تديله استمارة 6 مختومة وش وضهر..ومواقف كتير بقه مع واحدة من اداب وواحدة من تجارة ومرة حقوق وكل مرة تنتهى بماساة ان الانسة بترفض عشان الموضوع اياه ..ورغم ده لما بيحكى عن الايام دى بعد مايخلص يقول " بس برضه كانت ايام حلوة"
وأنا قررت انى أعيش أيامى الحلوة تانى..... قررت اكتبها ... واعيشها وانا باكتبها من تانى .....أيام من ابتدائى ..وأيام من اعدادى ..وثانوى ..وجامعة ..أيام مع اخواتى ..أيام مع صحابى ..أيام مع مراتى ...وأيام مع خطيبتى لما كانت لسه مش بقت مراتى ..وأيام فى القاهرة ..وأيام فى حلوان .وأيام فى الزقازيق ..وأيام فى الأقصر وأسوان ..وأيام فى بيت جدى ..وأيام مع جدتى ..وايام كتييير ........
بعيدا عن خنقات هذه الايام .....
هيثم - مساء الجمعة - 13 اغسطس 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق